للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيوت الله وتعلموا كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك خير لكم من أن تخرجوا هذا الخروج الذي لا يعرفه سلفكم.

فإذاً: هذا الحديث ليس له علاقة بما نحن ننصحهم به، لا تنظموا الخروج ثلاثة أيام، لا تنظموا الخروج بأربعين يوم، فليخرج العالم أو طالب العلم أو الذي لا يعلم إلا آية أو حديث واحد، ولينتقل إلى مجلس فيه من هم بحاجة إلى هذه الآية أو هذا العلم ما أحد يقول هذا، لكن هذا الخروج المنظم بهذه الصورة والتي لا يستطيع أحد من هؤلاء الذين ابتلوا بهذا الخروج أن يأتي بجماعة خرجوا هذا الخروج قبل خمسين سنة، فضلاً قبل قرن، فضلاً أنه يأتينا بخروج في عهد الرسول في عهد الصحابة، في عهد التابعين، في عهد الأئمة المجتهدين، إنما كان الخروج كما ذكرنا لكم أحاديث كثيرة: أرسل معاذاً وحده أرسل علياً وحده، أرسل أبا موسى وحده، أرسل دحية الكلبي وحده، أين أرسل خمسين شخصاً عشرين شخصاً أين هذا؟ إن هي إلا بدعة ابتدعها هؤلاء الإخوان، لذلك نحن ننصحهم بأن يعودوا إلى طلب العلم وأن يطبقوا الحديث الذي افتتحت هذه الجلسة به: «وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا غشيتهم الرحمة» .. إلى آخر الحديث الذي ذكرناه، وبذلك يتفقهون في الدين ويبلغون من حولهم، ثم نضيف إلى ما كنا ذكرنا وما أشرنا إليه الآن: ما بال هؤلاء الذين يحتجون بحديث: «بلغوا عني ولو آية» يذهبون إلى أوروبا، لم يبق هنا من المسلمين من يحتاج إلى مثل هذا التعليم؟ بلى وربي، هناك في القرى، هناك في البوادي من لا يحسن أن يقرأ الفاتحة، بل أنا أقول: هؤلاء الذين جرت عادتهم بعدما يصلي الإمام الفريضة يقوم أحدهم ويقدم كلمته بكلمة هم ابتدعوها، وأعرضوا عن خطبة الحاجة التي نحن نذكركم بها دائماً وأبداً: «أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -»

<<  <  ج: ص:  >  >>