للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخرج من دار الإسلام إلى دار الكفر، وهذا معروف، أن يخرج من دار الإسلام إلى دار الكفر، لكن العكس هو الصواب: أن يخرج من دار الكفر إلى دار الإسلام، بل أنا أقول: لا يجوز أن تخرج من الحضر إلى البداوة، هذا يمكن جديد بالنسبة لبعض الناس! لا يجوز أن تخرج من الحضر إلى البداوة، لماذا؟ لأن الحضارة فيها علم فيها ثقافة، فيها مساجد، فيها مدارس، فيها .. فيها إلى آخره، في البداوة ما فيها غير كما يقول بعض البدو: ما فيها إلا تشول، إلا صحراء، إلا ها البادية، ثم قال عليه الصلاة والسلام: «من بدا جفا»، معروف معنى هذا الحديث طبعاً نعم معروف؟ «من بدا جفا»، يعني: يصبح طبعه جلفاً قاسياً جافاً: «من بدا جفا»، فالإسلام يأمر الحضري أن يظل حضرياً، ويأمر البدوي أن يتحول حضرياً، وينهى الحضري أن يتحول بدوياً، بل في زمن الرسول عليه السلام الأعراب الذين كانوا يعيشون في البوادي ما كان يشركهم في الغنائم التي تأتي إلى المسلمين بسبب الفتوحات الإسلامية، إلا يجو يعيشوا في الحضر مع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -.

الخلاصة: في خروج مشروع في بقاء مشروع، فأنا ضربت لك مثلاً الآن بين حضري وبين بدوي، سأضرب لك مثل أهم من هذا بكثير، هو ذكرته آنفاً، لكن بشيء أذكره الآن بالتفصيل: لا يجوز للمسلم كما يقع اليوم مع الأسف أن يسافر من دار الإسلام إلى دار الكفر كأمريكا وبريطانيا وألمانيا، هناك كثير من المسلمين يعيشون، لماذا؟ لأن الجو الذي يعيشون فيه يؤثر فيهم، جو كافر جو فاجر، جو خلاعة، جو .. جو إلى آخره، لابد أن يطبعهم بشيء من تلك الأدواء التي في تلك الأجواء، على العكس من ذلك، يأمر من قد يسلم في تلك البلاد من بلاد الكفر أن يعيش في بلاد الإسلام، لماذا؟ لما ذكرناه من تأثير البيئة، إن كانت البيئة صالحة كان تأثيرها صالحاً، وهو بيئة الإسلام، وإن كانت البيئة غير

<<  <  ج: ص:  >  >>