للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي من المحدثات للناس؛ لأنها من تلك الطرق التي أشار إليها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولذلك ننصح ونكرر النصيحة بالعودة إلى السنة ففيها الكفاية كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.

لا شك أن هؤلاء الذين يخرجون ذلك الخروج إنهم يجتهدون فكثير منهم يعطل أعماله يعطل مصالحه يعطل تجارته يترك أهله وأولاده خارجًا فيما يزعمون في سبيل الله فهذا اجتهاد لو كان على السنة كما .... ولكنه كما قال عبد الله بن مسعود: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة، وإليكم أخيرًا قصة وقعت لهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يطبق فعله على قوله السابق: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.

لقد روى الإمام الدارمي في سننه بسنده الصحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وهو صحابي جليل كما تعلمون جاء ذات صباح إلى بيت دار ابن مسعود فوجد الناس عنده ينتظرونه فلما خرج قال يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت آنفًا في المسجد شيئًا أنكرته والحمد لله لم أر إلا خيرًا، انظروا كيف جمع بين انكاره للشيء مع أنه لم ير إلا خيرًا ذلك هو الاجتهاد في البدعة، قال: ماذا رأيت يا أبى موسى؟ قال: رأيت في المسجد أناس حلقًا وفي وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله: سبحوا كذا احمدوا كذا كبروا كذا، وأمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد، قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفلا أنكرت عليهم أفلا أمرتهم أن يَعُدُّوا سيئاتهم وأنا الضامن لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء، قال: لا انتظار أمرك أو انتظار رأيك فهذا خلق من أخلاق سلفنا الصالح يعترف العالم بفضل أخيه الأعلم منه ولا يتقدم بين يديه لتصرف إلا بعد أن يستأذنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>