ثم إن من عجبي أنهم يخرجون للتبليغ وهم يعترفون أنهم ليسوا أهلًا للتبليغ، التبليغ إنما يقوم به أهل العلم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يفعل حينما كان يرسل الرسل من أصحابه من أفاضل أصحابه من علمائهم وفقهائهم ليعلموا الناس الدين والإسلام، فأرسل عليًا وحده .. أرسل أبا موسى وحده .. أرسل معاذًا وحده، ما أرسل معه ما شاء الله من أفراد الصحابة وهم صحابة، لكنهم ليس عندهم من العلم ما عند هؤلاء الأفراد، فماذا نقول عمن ليس يقرن بالذكر مع أقل الصحابة علمًا، حيث لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يجعلهم، هؤلاء الصحابة الذين لا علم عندهم رديفًا ودعمًا لأمثال أولئك العلماء من الصحابة الذين ذكرناهم، بينما هؤلاء يخرجون بالعشرات وربما بالمئات وعليهم شخص ربما لا يكون عالمًا، بل ربما لا يكون طالب علم، إنما عنده بعض المعلومات التقطها من هنا وهناك أما الآخرون فهم من عامة الناس، ومن الحكم القديمة: فاقد الشيء لا يعطيه، فما الذي يبلغ هؤلاء إلى الناس وهم تسموا بجماعة التبليغ؟
نحن ننصحهم في سوريا وفي عمان أن يجلسوا وأن يقيموا في بلادهم، وأن يتعلموا ويتفقهوا في الدين، وخاصة أن يدرسوا عقيدة التوحيد التي لا يصح إيمان المؤمن مهما كان صالحًا .. مهما كان صائمًا قائمًا إلا بعد تصحيح العقيدة، ننصحهم بأن يجلسوا .. يقيموا في بلادهم وأن يتحلقوا في مساجدهم، وأن يتعلموا العلم النافع من أهل العلم هناك بديل أن يخرجوا هكذا، وربما يذهبون إلى بلاد الكفر والضلال حيث هناك المغريات الكثيرة التي لا يخفى علينا جميعًا مبلغ تأثيرها، خاصة على الذين يسافرون لأول مرة بمثل هذه المناسبة فيرون هناك الفتن وليس عندهم السلاح العلمي ليقيموا الحجة على من يلقونه من