الناس، سواءً كانوا من سكان البلاد الذين لهم لغتهم وهؤلاء لا يعرفون شيئًا من لغتهم.
ومن شرط التبليغ أن يكون المبلغ عالمًا بلسان القوم كما أشار إلى ذلك ربنا عز وجل في القرآن الكريم:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}[إبراهيم: ٤] فكيف يستطيع هؤلاء أن يبلغوا العلم وهم يعترفون بأنهم لا علم عندهم، وكيف يستطيعون أن يبلغوا العلم وهم لا لسان لديهم ليفقهوا أولئك القوم.
هذه كلمة تقال جوابًا لهذا السؤال.
مداخلة: دائمًا نسمع عندهم يقولون، يعني: يحتجون على الخروج، يقولون: انظروا إلى الصحابة، هم من أهل مكة والمدينة وقبورهم في بخارى وفي سمرقند، هؤلاء خرجوا للتبليغ، فما رد فضيلتكم على ذلك؟
الشيخ: ليتنا نخرج كما خرج أولئك القوم! خرجوا مجاهدين .. غزاة، ما خرجوا هذا الخروج الذي لا يقترن مع الأسف لا منهم ولا من غيرهم من المسلمين؛ لأن الأوضاع كما تعلمون لا تساعد المسلمين مع الأسف أن يقوموا بواجب الجهاد في سبيل الله، حيث صار هذا الجهاد فرض عين على كل المسلمين، فليت خروج هؤلاء يكون لنخرج معهم لنجاهد في سبيل الله كما جاهد أولئك الأصحاب الأولون ومن بعدهم حيث خرجوا مجاهدين في سبيل الله إلى أقاصي بلاد الدنيا، فهذا يقال على تعبير الفقهاء: قياس مع الفارق، أولئك خرجوا غزاة مجاهدين في سبيل الله، هؤلاء لا يخرجون، ونحن معهم مع الأسف لا نبرئ أنفسنا، كلنا لا نخرج للجهاد في سبيل الله، وهذا واجب عيني، فقد غزينا في عقر دارنا كما تعلمون، لكن من الحق أن نعرف الخطأ وأن نقر به؛