للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن إقرارنا به يحملنا إلى أن نعالجه بما يمكننا من الوسائل، أما إذا جحدنا الحق وقلبنا الحقيقة فسنظل بعيدين عن الحق بُعْدَ السماء عن الأرض.

فهم إذا أرادوا أن يخرجوا كما خرج الأولون فمن الذي ينكر عليهم، بحثنا أن يخرج ناس يعترفون أنه لا علم عندهم، لماذا؟ لتبليغ الإسلام، فاقد الشيء لا يعطيه، فإذًا: شتان ما بين القياس والمقيس عليه، نعم.

بارك الله فيك، لا تأخذ من كلامي جملة تدندن حولها، هم أولًا جماعة تبليغ يبلغون ماذا؟ التوراة .. الإنجيل .. الإسلام، يبلغون الإسلام، هم يعترفون بأنهم ليسوا فقهاء في الإسلام، فإذًا فاقد الشيء لا يعطيه، نحن لا ننكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح والتفاهم، هذا لا ينكره مسلم، لكن نحن ننكر هذا التنظيم الُمعَنْوَن بعنوان التبليغ، تبليغ ماذا؟ تبليغ الإسلام، ونحن ما أردنا أن نخوض في التفاصيل، هم لا يدخلون في التفقه في الكتاب والسنة؛ لأنهم يقولون: هذا يُفَرِّق، ونحن نرى أن الدعوة إلى الكتاب والسنة هو الواجب.

ولعلي لا أقدم إليكم أمرًا مجهولًا وإن كنت أعتقد أنه مجهول لدى كثير من الناس: إن من أسماء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - التي غفل عنها كثير من المسلمين بسبب توجيهات قد تكون منا وقد تكون من غيرنا، أي: قد تكون منا نحن معشر المسلمين، وقد تكون موحى بها إلينا من غيرنا، من أسمائه عليه السلام: المفرق، تعرفون هذا! ما معنى المُفَرِّق؟ واضح جدًا، يفرق بين الحق والباطل .. يفرق بين المؤمن والمشرك .. بين الموحد والكافر، وهكذا، فإذًا حينما نحن نريد أن ندعو إلى الإسلام يجب أن نقول: قال الله قال رسول الله، ولا نقول: لا، نحن ما نبحث عن مسائل خلافية، لا يوجد هناك مسألة متفق عليها إلا ما قل وندر، حتى في التوحيد يوجد خلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>