للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمكثوا في مكة أكثر من ثلاثة أيام، وهم هاجروا من مكة إلى المدينة، ومكة أفضل من المدينة، والصلاة فيها كما تعلمون جميعاً بمائة ألف صلاة، لكن حتى لا ينافي هجرتهم، خرجوا من مكة مهاجرين في سبيل الله إلى المدينة، فيحنوا إلى وطنهم، إلى بلدهم، لا، لكم بس بقاء ثلاثة أيام، وترجعوا إلى بلدكم التي هاجرتم منها.

فالحقيقة هذا الحديث أنا أذكره بمناسبة كثيرة والأخ عنده مئات الأشرطة من المحاضرات والكلمات التي أتكلم فيها، من جملتها هذا الحديث بالذات أنا أضعه في موضوع: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» هذا القلب يكون صلاحه بصلاح الجوارح، وصلاح الجوارح يكون بمخالطة الأخيار ومنابذة الأشرار، والرسول عليه السلام -ولا أريد أن أطيل عليك- ذكر أحاديث كثيرة جداً جداً يؤكد فيها على صحبة الأخيار فيقول: «من جامع المشرك فهو مثله» أي: خالطه.

ويقول: «أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين».

ويقول: «المؤمن والمشرك لا تتراءى نارهما».

وأذكر هنا كلاماً طويلاً لتأكيد ضرر صحبة الأشرار، وحسبك تذكيراً قوله عليه السلام: «مثل الجليس الصالح» و «مثل الجليس السوء» «مثل الجليس الصالح كبائع المسك إما أن يحذيك وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة، ومثل الجليس السوء كمثل حداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة».

فهذا الرجل العالم نصح الرجل أنه يترك هذه الأرض السيئ أهلها، ويهاجر إلى الأرض الصالح أهلها، ليس لكي يتبضع من هناك صلاح ويرجع، لا، لكي

<<  <  ج: ص:  >  >>