للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتوسع لأني أريد أن أضيف إلى ذلك شيئاً آخر كما ستسمعون قريباً إن شاء الله لكني أوجز بكلام حول هذه الدعوة دعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، لماذا نحن ندندن دائماً وأبداً وعلى منهج السلف الصالح؟ .

عرفتم أولاً في هذه الآية الكريمة، حيث أن الله عز وجل حذر من مخالفة سبيل المؤمنين، ولم يقتصر في تحذيره على مخالفة ما كان عليه الرسول، فجمع بين الأمرين فقال: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥]، كذلك السنة تؤكد هذا المعنى الإضافي إلى الكتاب والسنة.

قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الفرق: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله! قال: هي الجماعة» فإذاً ألفت النظر هنا وكأنه اقتباس من الآية السابقة، الجماعة أي ما كان عليه الرسول عليه السلام وجماعته من الصحابة الكرام، هذا الحديث يلتقي تمام الالتقاء مع الآية السابقة.

كذلك حديث العرباض بن سارية الذي فيه وأختصر الذي فيه «أنه لما خطب فيهم قالوا: أوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي» ولم يقف هنا وإنما عطف على سنته فقال: «وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»، إذاً هنا سنتان سنة الرسول عليه السلام وسنة الأصحاب الكرام وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين، هذا كتاب الله، وهذه أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

أما أقوال السلف الصالح الذين ننتمي إليهم ونتشرف بالانتساب إليهم ونرجوا الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لأن نتمسك بهديهم؛ لأنهم هم الذين نستطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>