نقول: إنهم كانوا على هدىً من ربهم بينما كلما تأخر الزمن كلما ابتعد الناس عن فهم هدي الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من جهة وعن تطبيق ما فهمهوه من جهة أخرى.
فمن أقوال هؤلاء السلف التي تلتقي مع ما سبق من الكتاب والسنة ما يذكر في كتب البدع التي أُلِّفت للتحذير منها والنهي عنها قول حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه:«كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا تعبدوها» أي: فلا تتعبدوها.
كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا تعبدوها، أحالنا حذيفة بن اليمان كان صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يحذرنا وينهانا عن أن نتعبد الله تبارك وتعالى بعبادة لم يكن عليها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
من ذلك أيضاً عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه:«اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق»، «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق».
وهناك قصة ذكرناها مراراً وتكراراً خلاصتها أن ابن مسعود وقف على حلقات في المسجد لا يرقصون رقص الرقاصين من الدراويش ومن أصحاب الطرق كالمعروفين من المولوية أوبأمثالهم ممن يدورون يزعمون أنهم يذكرون الله تبارك وتعالى لا، كانت هذه الحلقات التي رآها ابن مسعود في المسجد يذكرون الله، يسبحون الله، ويحمدون الله، ويكبرون الله، ومع ذلك أنكر عليهم، هل أنكر عليهم التسبيح والتحميد والتكبير؟ لا، وإنما لأنه رأى فيهم أمراً مُحْدَثاً نكراً، ماذا؟ وجد أمام كل واحد من أصحاب الحلقات حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد وفي وسط كل حلقة شيخ رئيس حلقة، رئيس ذكر، خلينا نسميه هكذا الآن، تفضل، يقول لمن حوله: سبحوا كذا، احمدوا كذا، كبروا كذا،