للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيطقطقون بالحصى أو بالحصاة يعدون العدد الذي أمرهم به شيخ الحلقة، هذا فقط الذي رآه ابن مسعود من أصحاب الحلقات، فماذا كان موقفه، قال لهم: مُحَذِّراً ومؤنِّباً: «وَيْحَكم ما هذا الذي تصنعون؟ وكان قد تلثم فأزال اللثام من وجهه وقال: أنا صحابي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عبد الله بن مسعود، ما هذا الذي تصنعون؟ قالوا: حصى» كما يقول المبتدعة اليوم: يا أخي ما فيها؟ بنصلي على الرسول ونذكر الله، «قالوا: حصى نعد به التسبيح والتكبير والتحميد، قال: عدوا سيئاتكم وأنا الضامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء؟ ويَحْكَم ما أسرع هلكتكم، هذه ثيابه - صلى الله عليه وآله وسلم - لم تبلَ، وهذه آنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد» أي: أصحاب محمد، «والذي نفسي بيده أئنكم لأهدى من أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أوإنكم متمسكون بذنب ضلالة» انظر البلاغة العربية الفصيحة، ما قال: أوإنكم متمسكون بضلالة وإنما بذنب ضلالة تحقيراً للضلالة، فكان جوابهم جواب المبتدعة في كل زمان وفي كل مكان، فاحفظوا الرد من ابن أم معبد هذا ابن مسعود جاء الكناية عنه بهذا التعبير في حديث: «

من أحب القرآن غضاً طرياً كما أنزل فليقرأه على قراءة أبن أم عبد» فهذا أحفظوا جوابه. ماذا قال: جواب على قولهم: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال: «وكم من مريد للخير لا يصيبه» «وكم من مريد للخير لا يصيبه»، يستدل على ذلك قال: «لقد حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: سيكون أقوام في آخر الزمان يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم وقيامه مع قيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».

يقول ابن مسعود لأصحاب الحلقات: إنا نحن سمعنا أن الرسول عليه السلام يحدث عن أقوام هم أشد عبادة مما نحن معشر أصحاب الرسول عليه السلام، ومع ذلك «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».

<<  <  ج: ص:  >  >>