العبرة من هذه القصة أن راويها قال: قد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان أي: أصبحوا من الخوارج الذين خرجوا الذي خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقاتلوه وهم مبطلون وهوالمحق حتى استأصل شأفتهم وقضى على ضلالهم ولم ينج منهم إلا أفراد قليلون.
فأَوْدَت بهؤلاء المبتدعة هذه البدعة الصغيرة التي كانوا يتحاقرونها ولا يهتمون بها ويظنون أن لا شيء فيها أَوْدَتْهم إلى البدعة الكبرى وهي الخروج على الخليفة الراشد.
من هنا قلنا: اقتباساً من قول العلماء قالوا: الصغائر بريد الكبائر، يعنون بهذه الكلمة أن المسلم لا ينبغي أن يحقر ارتكابه للصغائر فيقول: ما عليش؛ لأنها إذا صارت ديدناً وصارت عادة للمرتكب لهذه الصغائر فسيوصله ذلك إلى ارتكاب الكبائر، اقتبست أنا من كلمة هؤلاء العلماء أن البدعة الصغيرة بريد البدعة الكبيرة، وهذا هوالمثال واقع في هذه القصة وهي مروية بالسند الصحيح في سنن الدارمي.
إذاً اجتمع الكتاب والسنة وأقوال سلفنا الصالح على أن المسلمين إذا أرادوا أن يفهموا دينهم فهماً صحيحاً فعليهم أن يلزموا ثلاثة أشياء كأصل لهم: الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وهذا أمر واضح جداً لأنهم كانوا شهود أعيان يرون الرسول كيف فعل؛ ولذلك هم نقلوا لنا كل ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى ما يتعلق بثيابه، ما يتعلق بشعره، ما يتعلق حتى بنعله، فقد جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:«كان لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نعلان لهما قبالان» يعني: سيرين صندل أوشاروخ أولا أدري ماذا يسمى باختلاف البلاد، اللي مستعملة في البلاد الحجازية أربع أصابع في حجرة