للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإبهام في حجرة، هذه الحجرتين هؤلاء قبالان في اللغة العربية.

ما هو المهم في هذا الموضوع؟ «أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كان له نعلان لهما قبالان» ليس لهذا علاقة بالعبادة وبالدين إطلاقاً؛ لكن هذا إن دل على شيء كما يقال اليوم فإنما يدل على حرص أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن ينقلوا إلى من يخلفهم من بعده ما شاهدوه من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وفي ذلك فائدة أخرى أرجو الانتباه لها، كأنهم نقلوا كل شيء وتركوا البحث في هذه الأشياء لمن يأتي من بعدهم متأثرين بقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «فَرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه» «فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»، يعني: ممكن أن يأتي في الجيل الثاني، في القرن الثاني الذين هم من التابعين أفراد يفهمون مما سمعوه من بعض الصحابة ما لم يفهمه بعض الصحابة، إذاً هم نقلوا كل شيء يتعلق بالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - سواء كان مما يسميه بعض الفقهاء بسنة العبادة أو كان مما يسمونه بسنة العادة.

إذاً لا مناص لكل مسلم من أن يتعرف ليس فقط على الكتاب والسنة بل وعلى ما كان عليه السلف الصالح.

ولا بد من التذكير هنا بأن التعرف على ما كان عليه الصحابة سبيله سبيل واحدة وليس هو سبيل المفسرين ولا الفقهاء ولا اللغويين ولا ولا عُدُّوا ما شئتم من أهل الاختصاص في مختلف العلوم وإنما هو سبيل جماعة واحدة هم أهل الحديث، أهل الحديث هم الذين يستطيعون أن يُقَدِّموا الشرطين اللذين يليان الشرط الأول.

الكتاب، الشرط الأول: هذا والحمد لله كما قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: ٤٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>