للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما السنة فلا يستطيع أن يُقَدِّمها إلى المسلمين إلا طائفة واحدة هم أهل الحديث، ولذلك جاء عن بعض السلف وعلى رأسهم أحمد بن حنبل إمام السنة أن قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة» قال: هم أهل الحديث.

هؤلاء الطائفة المنصورة هم أهل الحديث في كل زمان ومكان؛ لأنهم هم الذين يستطيعون أن يعرفوا ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أولاً، ثم هم الذين يستطيعون أن يعرفوا ما كان عليه أصحابه - صلى الله عليه وآله وسلم -، لذلك فالحكم الفصل وهذه خلاصة الكلمة الحكم الفصل في تمييز المتمسكين بالكتاب والسنة حقيقة وليس اسماً إنما هم الذين يعرفون ما كان عليه السلف الصالح أولاً ثم يمشون على طريقتهم كما سمعتم في الآية السابقة من التحذير عن مخالفة سبيل المؤمنين وأول ما ينصرف ذهن التالي في هذه الآية الكريمة أن المقصود بسبيل المؤمنين هم أصحاب - صلى الله عليه وآله وسلم - لما امتازوا به من خصال معروفة لديكم جميعاً.

إذاً عرفتم لماذا نحن ندعوا إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح؛ لأن كل المذاهب وكل الطرق وكل الأحزاب التي حدثت خاصة في هذا الزمان هي ... لا تخرج عن دائرة الإسلام لا يوجد فيها جماعة أوحزب يقول: نحن لسنا على الكتاب والسنة، لكن حطهم على سبيل المؤمنين فتجدهم خارجين عن سبيل المؤمنين لماذا؟ لأنهم يفسرون نصوص الكتاب والسنة على مفاهيمهم الخاصة التي تنقدح في أذهانهم ويخالفون في ذلك ما كان عليه السلف الصالح من الهدى ومن النور.

الشيء الثاني الذي أريد أن أضمه بعد أن لخصت لكم سبب دعوتنا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>