أريد أن أربط الكلمة التالية وأرجو أن تكون أيضاً موجزة بقصة ابن مسعود الآنفة الذكر، حيث أنكر ابن مسعود على أصحاب الحلقات تسبيحهم وتحميدهم وتكبيرهم كل ذلك لله عز وجل، لماذا؟ لأنهم أحدثوا شيئاً لم يكن عليه العمل في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، لكن هل هذه عبادة أم ليست عبادة؟ يمكن الجواب بجوابين متناقضين، هذه عبادة لأن فيها تسبيح وتحميد وتكبير، لكنها ليست عبادة لماذا؟ لأن العبادة كما عرفتم هي ما كان موافقاً لما كان عليه الرسول عليه السلام والصحابة، هذا مما أشار إليه علماء التفسير في آية واحدة ألا وهي قوله تبارك وتعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف: ١١٠]، في هذه الآية قالوا شرطان ليكون العمل صالحاً، الشرط الأول: أن يكون موافقاً للسنة وهذا الذي كنا ندندن حوله آنفاً، لماذا أنكر ابن مسعود على أصحاب الحلقات وهم يذكرون الله؛ لأنهم ذكروا الله على وجه لم يكن ذلك الوجه معهوداً ومعروفاً في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فإذاً هذا ليس عملاً صالحاً، فالعمل الصالح يشترط فيه أن يكون على السنة وهذا له أدلة كثيرة منها وأقف عنده قوله عليه السلام:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
إذاً العبادة ولو كانت في ظاهرها عبادة كما سمعتم تسبيح وتحميد وتكبير لكن إذا لابسها أو أحاط بها شيء حادث لم يكن في عهد الرسول عليه السلام خرج هذا العمل عن كونه صالحاً وضرب به وجه صاحبه بما سمعتم من الإشارة في الآية على ما قال علماء التفسير وصريح الحديث:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».