للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المساجد، وأن يختاروا عالماً بالقراءات عالماً بالتجويد، عالماً بالحديث، عالماً بالتفسير، فيتعلمون.

بعد ذلك إذا شعر أحدهم أنه صار في مكنته وفي قدرته أن يدعو الناس فواجب عليه أن يدعو الناس، أما هم يسمون أنفسهم بجماعة الدعوة، الدعوة دعوة إلى الإسلام، جماعة التبليغ، تبليغ الإسلام، لكن هذا الإسلام يجب أن يفهم من هذا المبلِّغ حتى يسهل التبليغ، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه، ولذلك نحن ننصحهم، لأننا نجد في كثير منهم إخلاصاً، ونشاطاً في الدعوة، ولكن يصدق فيهم ما قيل قديماً:

أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل

ما هكذا يا جماعة تكون الدعوة إلى الإسلام، الدعوة إلى الإسلام تحتاج إلى علماء قديرين خاصة إذا خرجوا من هذه البلاد إلى بلاد الكفر والضلال في أوروبا وأمريكا، فهناك تأتيني رسالات وشبهات ما خطرت في بالي في البلاد الإسلامية، فمن أين يأتون بالجواب عليها.

فاقد الشيء لا يعطيه، أنا أعتقد أن هؤلاء جماعة التبليغ إذا كانوا يريدون أن يكونوا حقيقة مبلغين للإسلام لا يكفيهم أن يكونوا طلاب علم، بل يجب عليهم أن يكونوا علماء وأن يكونوا مجتهدين، مجتهدين يعني: يستنبطون الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة، لماذا؟

لأنهم يذهبون إلى بلاد عاداتها وتقاليدها وأخلاقها ومشاكلها غير ما عندنا منها، فمن أين يأتون بالجواب، لا جواب عندهم، بل قد يتورط أحدهم فيظن أن عنده شيء من العلم فيفتي كما أفتى أولئك الصحابة ذلك الجريح فقتلوه، أفتوه بغير علم فضلوا وأضلوا كما قال عليه السلام في الحديث المتفق عليه: «إن الله لا

<<  <  ج: ص:  >  >>