للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - عن عمرو بن عبسة قال:

«قلت: يا بني الله! أخبرني عما علمك الله، وأجهله، أخبرني عن الصلاة قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حين تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار. ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقبل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محظورة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حين تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار» (١).


= والعالم فلان وفلان صلوا في هذا المسجد، وما أحد منهم اعترض! هذا في سورية، وما كنت أظن أن مثل هذه الساعة التي تذكّر بالشرك تغزو بلاد التوحيد (السعودية)، حتى دخلت مع شقيقي منير مسجد قباء في موسم الحج (سنة ١٣٨٢)، فدهشنا حين سمعنا دق الناقوس من ساعتها! فكلمنا بعض القائمين على المسجد، ولعل إمامه كان فيهم، وأقنعناهم بعد جواز استعمال هذه الساعة وخصوصاً في المسجد، وسرعان ما اقتنعوا، ولكنا لما طلبنا منهم أن يسمحوا لنا بتعطيل ناقوسها أبوا، وقالوا: هذا ليس من اختصاصنا، وسنرفع المسألة إلى أولي الأمر! فقلنا: شتان بين الأمس واليوم. وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تَلْقَوا ربكم". ((الصحيحة)) (١٢١٨). وهذه ذكرى و [الذكرى تنفع المؤمنين].
وأثر قيس بن عباد المتقدم في كلام ابن تيمية، وأخرجه البيهقي (٤/ ٧٤ و ٩/ ١٥٣) بإسناد صحيح، وأخرج الشطر الأول منه أبو داود (١/ ٤١٤)، والحاكم (٢/ ١١٦)، وروى له شاهداً مرفوعاً على شرطهما.
(١) أخرجه مسلم (٢/ ٢٠٨ - ٢٠٩)، وأبو عوانة (١/ ٣٨٦ - ٣٨٧) في "صحيحيهما ". =

<<  <  ج: ص:  >  >>