للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«خالفوا المشركين؛ أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى» (١).


(١) أخرجه البخاري (١٠/ ٢٨٨)، ومسلم (١/ ١٥٣)، وأبو عوانة (١/ ١٨٩)، والبيهقي (١/ ١٥٠)، من طريق نافع عنه، إلا أن أبا عوانة قال: "المجوس"، بدل: "المشركون"، ويشهد له ما أخرجه البيهقي (١/ ١٥١)؛ من طريق ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر قال: ذُكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - المجوس، فقال:
"إنهم يوفرون سبالهم، ويحلقون لحاهم، فخالفوهم".
ورجاله ثقات غير أبي بكر محمد بن جعفر المزكي، فلم أجد من ترجمه. لكن أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٢٤٥٢ - الإحسان) من طريق أخرى، ولذلك خرجته في " الصحيحة" (٢٨٣٤). ويشهد له أيضاً حديث أبي هريرة الآتي بعده، ففيه:
"خالفوا المجوس "، ولهذا قال الحافظ في "الفتح":
"وهو المراد في حديث ابن عمر، فإنهم كانوا يقصون لحاهم، ومنهم من كان يحلقها ".
قال شيخ الإسلام (ص ٢٨):
"فأمر - صلى الله عليه وسلم - بمخالفة المشركين مطلقاً، ثم قال: أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى، وهذه الجملة الثانية بدل من الأولى، فإن الإبدال يقع في الجمل كما يقع في المفردات، قال: فلفظ مخالفة المشركين دليل على أن جنس المخالفة أمر مقصود للشارع، وإن عينت في هذا الفعل، فإن تقديم المخالفة علة تقديم العام على الخاص، كما يقال: أكرم ضيفك؛ أطعمه وحادثه، فأمرك بالإكرام أولاً، دليل على أن إكرام الضيف مقصود، ثم عينت الفعل الذي يكون إكراماً في ذلك الوقت، والتقرير من هذا الحديث شبيه بالتقرير من قوله: لا يصبغون فخالفهم".
سيأتي هذا الحديث بعد هذا بحديث، ثم ذكر حديث أبي هريرة، وهو الحديث المذكور أعلاه، والتالي تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>