"إنهم يوفرون سبالهم، ويحلقون لحاهم، فخالفوهم". ورجاله ثقات غير أبي بكر محمد بن جعفر المزكي، فلم أجد من ترجمه. لكن أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٢٤٥٢ - الإحسان) من طريق أخرى، ولذلك خرجته في " الصحيحة" (٢٨٣٤). ويشهد له أيضاً حديث أبي هريرة الآتي بعده، ففيه: "خالفوا المجوس "، ولهذا قال الحافظ في "الفتح": "وهو المراد في حديث ابن عمر، فإنهم كانوا يقصون لحاهم، ومنهم من كان يحلقها ". قال شيخ الإسلام (ص ٢٨): "فأمر - صلى الله عليه وسلم - بمخالفة المشركين مطلقاً، ثم قال: أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى، وهذه الجملة الثانية بدل من الأولى، فإن الإبدال يقع في الجمل كما يقع في المفردات، قال: فلفظ مخالفة المشركين دليل على أن جنس المخالفة أمر مقصود للشارع، وإن عينت في هذا الفعل، فإن تقديم المخالفة علة تقديم العام على الخاص، كما يقال: أكرم ضيفك؛ أطعمه وحادثه، فأمرك بالإكرام أولاً، دليل على أن إكرام الضيف مقصود، ثم عينت الفعل الذي يكون إكراماً في ذلك الوقت، والتقرير من هذا الحديث شبيه بالتقرير من قوله: لا يصبغون فخالفهم". سيأتي هذا الحديث بعد هذا بحديث، ثم ذكر حديث أبي هريرة، وهو الحديث المذكور أعلاه، والتالي تخريجه.