إسلامية وإنما هي عادة أجنبية، وحينئذ فإن قيل: بأنه لا تشبه في ذلك فأقل ما يقال: إن علينا أن نقصد مخالفة الكفار فيما هم من عاداتهم، والذي يعني يحسم الموضوع هو قوله عليه السلام:«إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم».
وكلنا يعلم أن الشيب ليس من الأفعال الاختيارية التي للإنسان قدرة واختيار ألا يشيب سنة الله في خلقه:{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}[الأحزاب: ٦٢] فكما يشيب المسلم يشيب الكافر، هذه حقيقة مشاهدة، مع ذلك الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من اهتمامه بتكوين شخصية المسلم نهاه فيما إذا شاب مثلي أن يصبغ شيبه مخالفة لليهود، هنا لا يقال: أنا تشبهت هذا الشيخ المسلم تشبه بذلك الشيخ الكافر ما يقال هذا؛ لأن هذا ليس من فعله ولا من فعلي؛ ولكن هنا يأتي موضوع المخالفة، فالرسول يأمرنا بأن نخالف الكفار في شيبهم الذي هو ليس من صنعهم، واضح؟
مداخلة: نعم، نعم.
الشيخ: فالآن: إذا كان هناك عادة للكفار، ونحن الآن نضع بين يديك مثلاً عملياً لعلك تقتنع أولاً به ثم تقتدي بنا فيه، فأنت ترى الآن أغلبنا يضع الساعة في يمناه والعادة أن توضع في اليسرى، عادة من هذه؟