بالفائدة العامة، ثلاثة عالم ومجاهد وغني، قال أبو هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يؤتى بالعالم فيقال له: أي عبدي ماذا عملت فيما علمت فيقال: يا رب! يقول: يا رب! نشرته في سبيلك فيقال: له كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل: خذوا به إلى النار»، من هو العالم، والعالم المفروض أنه يصدق به قول الله تبارك وتعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١]، هؤلاء المفروض فيهم أن يرفعهم الله درجات عاليات في الجنات وإذا بهم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، لماذا؟ لأنه حينما عَلَّمَ الناس ما قصد بذلك وجه الله وإنما قصد أن يتحدث الناس ويحسنون الثناء عليه وأن يقولوا فيه: ما شاء الله، فلان
رجل عالم، هكذا كان قصده.
وهنا نقطة لا بأس منها، القصد في القلب كما سمعتم في الحديث السابق «إنما الأعمال بالنيات» ولا يطلع على النيات إلا علام الغيوب، فمن علم الله منه أنه يعلم الناس بوجهه فلا يضره بعد ذلك أحسن الناس الثناء عليه أم أساؤوا، فالأمر عنده سيان.
وعلى العكس من ذلك إذا لم يقصد بعلمه وجه الله تبارك وتعالى فلا ينفعه ثناء الناس عليه مطلقاً؛ لأن الله العليم بما في الصدور قد علم منه أنه لم يقصد بعلمه وجه الله تبارك وتعالى، فمن علم الناس ليقول الناس عنه فلان عالم فهولم يحقق الغاية من العبادة التي ذكر الله عز وجل في الآية السابقة:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]، هذا هوالعالم، يلقى في النار قبل كثير من الناس الآخرين لماذا؟ لأنه لم يكن مخلصاً لله في علمه.
«ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له: أي عبدي ماذا عملت فيما أعطيتك من قوة؟ فيقول: يا رب! قاتلت في سبيلك فيقال له: كذبت، إنما قاتلت ليقول الناس: