للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلان بطل، فلان شجاع وقد قيل» هنا يقال: وقد قيل: «خذوا به إلى النار» كما قيل في العالم.

كذلك يقال للجنس الثالث وهم الأغنياء، «فيؤتى بالغني فيقال له: ماذا فعلت بما أنعمت عليك من مال؟ فيقول: يا رب أنفقته في سبيلك فيقال له: كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار» قال عليه الصلاة والسلام خاتماً لهذا الحديث: «فهؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة».

ويعني: بذلك ثلاثة أجناس: العلماء، والمجاهدون، والأغنياء، قصدوا بما أوتوا من نعمة العلم والقوة والمال قصدوا غير وجه الله تبارك وتعالى، قصدوا حسن الثناء عليهم من الناس، فحصلوا على ما إليه قصدوا ولذلك كأن الله عز وجل يقول لهم: قد حصلتم ما أردتم، أنت أيها العالم أردت أن يقول الناس فلان عالم قد قالوا فأخذت أجرك، وأنت أيها المجاهد قاتلت شجاعة ليقول الناس فلان بطل وقد قالوا فقد حصلت أجرك، وأنت أيها الغني أنفقت وقيل فلان أكرم من حاتم الطائي مثلاً، هذا الذي قصدته بإنفاقك قد حصلته فأخذت أجرك، أما اليوم فلكم النار لماذا؟ لأنكم أشركتم معي في عبادتي غيري، لذلك قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠].

فإذاً حصيلة هاتين الكلمتين في هذه الليلة أنه كما يجب على كل مسلم أن يكون مخلصاً في كل عبادة يتعبد الله بها، فيجب عليه أيضاً أن يكون في كل عبادة يتعبد الله بها أن تكون عبادته على منهج السلف الصالح، فإذا اختل شرط من هذين الشرطين فلا تكون العبادة عبادة مقبولة عند الله تبارك وتعالى، فنسأل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>