للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: والآن تشبه الكفار بالمسلمين، في ظن السائل أنهم يعفوا عن لحاهم، فأين المشكلة في هذا، هم يتشبهون بنا، أحسن ما نتشبه نحن بهم.

فالحق والحق أقول وهذا معروف في علم الفلسفة .. فلسفة الأخلاق كما يقولون اليوم، إن الشعب أو الأمة القوية في شخصيتها تفرض سلوكها وأخلاقها وآدابها على الآخرين، والعكس بالعكس.

يوم كان للإسلام دولة، وكانت للمسلمين صولة، إلى عهد قريب كنت تجد الغربي يأتي بلاد الإسلام وهو متعبي مثل حكايتي، حاطط عباية، لا يأتي لابساً بنطلون وجاكت، لكن زالت دولة المسلمين وقوتهم؛ لأنهم رأوا الكفار أن هؤلاء المسلمين يتشبهون به، فلم يعد لهم هذه الشخصية حتى أن الكفار تشبهوا بالمسلمين.

الخلاصة: يا أخي إذا كان الكفار أخذوا بشيء من آداب المسلمين وأخلاقهم، فذلك يستدعي أن يزداد المسلمون تمسكاً بدينهم وأخلاقهم؛ لأنهم ازدادوا علماً؛ لأن ما جاءهم به نبيهم عليه السلام هو الحق، وهو الدين الحق، ومن الأدلة على ذلك أن هؤلاء الكفار تبينت لهم هذه الحقيقة كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} [فصلت: ٥٣].

إذا: ليس هناك إشكال أن يوجد في الكفار من يعفو عن لحيته، مع أنه مع الأسف وإن شاء الله ربنا يكثر سوادهم ويصبحون أصحاب لحى، ولكن ليس على حساب المسلمين، «هم يعفوا ونحن نحلق» وإنما إن كان محافظين على آداب نبينا عليه السلام وأحكامه وهم بعد ذلك فليتشبهوا بنا، ولا نتشبه نحن بهم.

(الهدى والنور /٢٤٩/ ٤٧: ١٥: ٠٠)

(الهدى والنور /٢٤٩/ ٥٣: ١٦: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>