النهي عن التشبه كما ذكرنا آنفاً لباس يكون من عادة الكفار، ومن تقاليدهم وعاداتهم وأزيائهم، فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بأولئك الكفار، أما مخالفة الكفار فدائرتها أوسع بكثير؛ ذلك أن المخالفة قد تكون في شيء لا يملكونه هم ولا يتصنعونه ولا يتكلفونه وذلك ما أشار إليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه أنه قال عليه الصلاة والسلام:«إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم» هذا البياض الشيب فرضه الله عز وجل على الناس على كل فرد حينما يصل إلى سن معينة لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر .. لا فرق في ذلك بين مسلم صالح أو مسلم طالح فكل من بلغ سن الشيب شاب ولا بد شاء أم أبى، فهاهنا سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة تبديلاً، فالكافر يشيب كما يشيب المسلم، فإذا شاب المسلم شابه الكافر في المظهر لكن هو ليس من صنعه وإنما ذلك من صنع الخالق تبارك وتعالى مع ذلك قال عليه الصلاة والسلام: خالفوهم واصبغوا شعوركم: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم».
إذاً: في هذا شيء زائد من الأمر على قضية التشبه، فمأمور المسلم أن لا يتشبه بالكافر فيما هو من صنعه وفيما هو من ... أما أمره عليه الصلاة والسلام بمخالفة الكفار فهو يشمل أيضاً فيما ليس من صنعهم كالشيب الذي فرضه الله عز وجل على البشر، فأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المسلم الشايب أن يتقصد مخالفة الكافر بصبغ شعره؛ لأن الكفار لا يصبغون.
إذا عرفنا معنى التشبه ومعنى المخالفة فيخرج بنتيجة حاسمة وهي أن المسلم يجب أن يحافظ على سمته ... وعلى شخصيته المسلمة، ولا يجوز له أن يتزيا