المسلمون وأن شيبهم ليس من عملهم وإنما هو من سنة الله عز وجل في خلقه:{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}[الأحزاب: ٦٢] فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قد أمر المسلمين أن يتقصدوا مخالفة المخالفين لهم في أمر ليس من عملهم ألا وهو شيب شعرهم فأولى وأولى أن يأمرنا بمخالفتهم فيما هو من كسبهم ومن أعمالهم، فإذا عرفنا هذا التفصيل عرفنا أين يكون التشبه وهو يمكن حصره في عباداتهم وفي عاداتهم المميزة لهم على غيرهم، فإذا لم يكن ذلك من عباداتهم ولا هو من أعمالهم التي تميزهم على المسلمين جاء في الحكم الثاني وهو المخالفة، ولذلك فأمام المسلمين أمر يجب أن يتوسعوا فيه ليكونوا شخصيتهم الإسلامية وذلك بأن يتقصدوا مخالفة الكفار في أعمالهم كلها بدون استثناء ما دام أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أمرنا أن نخالفهم في شيبهم.
وبهذه المناسبة أقول: والشيء بالشيء يذكر كما يقال أنه جمعني مجلس مرة مع قسيس من قساوس النصارى فجرى بحث طويل بيني وبينه والقصة فيها طول وفيها فائدة ولكن الوقت ضاق باقي معنا نحو خمس دقائق، ولذلك فأذكر منها ما يتعلق بهذا المقام، لقد أنكر هذا القسيس على المسلمين أنهم حكموا بكفر الذي كان من قبل يسمى: بمصطفى كمال باشا ثم سمي ب: أتاتورك أبو الأتراك والذي يعني حاد بالأتراك المسلمين عن كثير من أحكام دينهم كما هو معلوم، فهذا القسيس هاجم المسلمين ونسبهم إلى الغلو في تكفيرهم لأتاتورك هذا، بزعمه هو أنه لم يصنع شيئاً يذكر ويستحق عليه التكفير سوى أنه فرض على الشعب التركي القبعة - البرنيطة معروفة هذه البرنيطة عندكم - وهي القلانس والتي لها مظلة إما مظلة كاملة، أو مظلة أمامية فكان ردي عليه من ناحيتين:
الناحية الأولى، ولا أطيل فيها: أن الرجل لم يخالف الإسلام فقط في هذه