للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يختص هذا الأمر بالكفار دون المسلمين، هنا تأتي القاعدة الثانية وهي: قصد مخالفة المشركين.

فمخالفة المشركين أخص من التشبه، يعني: كل تشبه يقع فيه المسلم فقد خالف قوله عليه السلام: «خالفوا المشركين» وليس كل أمر يخالف فيه المسلم المشركين إذا لم يخالف صدق في أنه تشبه، ففي هناك عموم وخصوص بين القاعدتين كما يقول الفقهاء.

فمثال ومن واقع حياتنا اليوم كما قلت مراراً وتكراراً: الآن لباس الساعة اقتناء الساعة كان في قديماً ساعات جيب، هذه مع الزمن ورقي صناعات الساعات أصبحت نسياً منسياً؛ لأنه صارت الساعات اليدوية عملية أكثر، ولاشك أنه هذه الساعة ابتكرها الكفار، وهم الذين صنعوها وأشاعوها وأذاعوها.

فالآن العالم كله لا فرق بين المسلمين والكافرين: يستعملون الساعات اليدوية لما فيها من المصالح التي لا تخفى على إنسان، فهي أصبحت من ضرورات الحياة، لكن الكفار وغير الكفار ممن لا يهتمون بجزئيات الأحكام الشرعية على الأقل هم يستعملون الساعة اليدوية هذه كما يستعملها الكفار من حيث وضعها في اليد اليسرى.

فالآن ما أحد يقول: إن محمد بن أحمد واضع الساعة في اليد اليسرى فهو متشبه بالكفار لماذا؟ لأنه ما صارت هذه مميزة، فهنا ما في تشبه لكنها تأتي القاعدة الثانية وهي: خالفوا المشركين.

فإذاً المشركون لما ابتكروا هذه الساعة بحكم عاداتهم وتقاليدهم وجبلتهم أذواقهم إلى آخر ما هنالك من مسوغات وضعوا الساعة في اليد اليسرى.

نحن إذاً: نخالف الآن المشركين فنضعها في اليد اليمنى، لكن من وضعها في

<<  <  ج: ص:  >  >>