للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتخرجين من بعض الجامعات يسفرونهم على حساب هذه الهيئة في سبيل الدعوة إلى الإسلام، لا بأس من ذلك، لكن الحقيقة أن هؤلاء لا يقومون بواجبهم كما ينبغي، بحيث أنهم لا يفقهون أولئك المسلمين الذين كانوا كفاراً ثم هداهم رب العالمين فصاروا من المسلمين، لا يفقهونهم بأحكام دينهم، ولا يبين لهم أنه إسلامهم لا يتم ولا يكمل إلا بأن يهاجروا من دار الكفر إلى دار الإسلام، هؤلاء الدعاة لا يقومون بهذا الواجب، كيف وهم لا يبينون هذا الحكم للمسلمين أنفسهم الذين تعارفوا بينهم، الهجرة كما جاء في السؤال آنفاً، من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، وسموا هذه البلاد بالمهجر، وسموا الذين سافروا إليها بالمهاجرين، يشبهون أنفسهم بالمهاجرين الأولين الذين هجروا مكة وهجروا غيرها من البلاد في سبيل المحافظة على إسلامهم وعلى دينهم، مع أن كثيراً من تلك البلاد وعلى رأسها، وفي مقدمتها مكة تركوها في سبيل المحافظة على دينهم وعلى عقيدتهم، ولعل الجميع يذكر معي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما اضطره الكفار وإيذاؤهم إياه ولمن معه من المسلمين إلى أن يهاجر من مكة إلى المدينة خاطب مكة قال: «أما

إنك لمن أحب بلاد الله إلى الله ومن أحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت».

فهؤلاء هاجروا من بيت الله الحرام إلى المدينة في سبيل التعرف على الإسلام الصحيح بصحبتهم للنبي الكريم من جهة، وفي سبيل التمكن من القيام بشعائر دينهم كما يساعدهم ذلك الجو الجديد، أما نحن اليوم فندع بلاد الإسلام ونهاجر إلى بلاد الكفر، وأنا ذاكر بطبيعة الحال أن بلاد الإسلام اليوم ليست كما كانت من قبل، ولكنها على كل حال هي ليست بلاد كفر، بل هي بلاد إسلام، فلا يجوز للمسلمين أن يسافروا وبطبيعة الحال أحفظ لساني من أن أقول أن يهاجروا، فأقول: لا يجوز لهم أن يسافروا من بلاد الإسلام ويستوطنوا بلاد الكفر والشرك

<<  <  ج: ص:  >  >>