لأننا نعلم أن اللبنانيين يعيشون في كثير من البلاد العربية، فما الفرق بين هؤلاء الذين اضطروا للهجرة من لبنان بسبب ما فيها من الفتن والقتال اضطروا إلى الهجرة إلى بلاد المسلمين وبين أولئك الذين هاجروا إلى بلاد الكفر والضلال لا فرق بين هؤلاء وهؤلاء، الفرق فقط هو أن الفريق الذي هاجر إلى بلاد الإسلام خالف الشرع، أما أولئك فلم يخالفوا الشرع، ونحن لا نبحث الآن عن النية ما الذي قصد هؤلاء الذين اضطروا للخروج إلى البلاد العربية، وما الذي قصد أولئك الذين اضطروا للخروج من بلاد لبنانية إلى البلاد الكافرة، هذا حسابهم عند الله عز وجل، لكن أنا نقول: الذين هاجروا إلى بلاد الإسلام وقعوا في المخالفة، على العكس من ذلك أولئك الذين هاجروا إلى بلاد الكفر فقد خالفوا.
قد يقال: بعضهم اضطر، نقول: الله يعلم به، فإن كان كذلك فالله عز وجل غفور رحيم، أما أن نفتح باب إجازة الهجرة إلى بلاد الكفر والضلال بحكم الضرورة أولاً وثانياً أن الناس ليسوا فقهاء وليسوا حريصين في تحديد معنى الضرورة حتى يكونوا حقيقة متجاوبين مع حكم الشرع في تمسكهم بالضرورات تبيح المحذورات. هذا ما عندي والله أعلم.