إخوانه المسلمين الفلسطينيين، فإذاً هذا الرجل تأثر بالوضع الذي عايش فيه إلى درجة أنه تعاطى عملاً هو قد لا يراه محرماً مثلاً، لكن في الوقت نفسه لا يراه مستحباً بل العكس هو المستحب تماماً، لكن حتى لا يظن الكفار الذي هو يعيش بين ظهرانيهم أنه من المسلمين المبغوضين عندهم، فهو يتشبه بهم، فهذا من أثر الإقليم والبيئة، وأريد الآن عطفاً على الأحاديث التي أشرنا إليها آنفاً وذكرنا واحداً منها أن أذكر بحديث يبين هذه الحقيقة أن الأرض الصالحة يتأثر ساكنها بصلاح أهلها والعكس بالعكس،
ذاك الحديث هو ما أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً ...
مداخلة: يعرفون الحديث ..
الشيخ: إذا كانوا يعرفون الحديث، فإذاً نشير إلى العبرة منه، لما سأل المتعبد الجاهل هل له توبة وقال له لا، كمل عدد المائة به، والرجل المخلص يريد أن يتوب حقيقة فما زال يسأل حتى دل على عالم، فلما سأله بأنه قتل مائة نفس بغير حق هل له من توبة، قال: كيف لا، ولكن بأرض سوء، اخرج من هذه الأرض إلى الأرض الفلانية الصالح أهلها. وهذا هنا الشاهد أن الرسول عليه السلام يأمر من كان يعيش في بلده لكن إذا كان الغالب على بلده الفساد أن يرحل إلى بلد آخر وليس أن يدع بلده الصالح ويهاجر إلى بلد كافر.