بلحية وبعمامة وربما عقال على حسب البلد الذي يعيش فيه وعباءة، لكن إذا خرج إلى تلك البلاد داعية أطاح ما على رأسه من عمامة ومن عقال ولبس الجاكيت وعقد الجرافيت وبلحيته، ومنظر من أسوأ المناظر وهو داعية، وكان في بلده ليس من النوع الذي أشار إليه، لا، هو كان هنا متأثر بالجو الذي يعيش فيه، فعندما ذهب هناك إلى الدعوة تأثر بالجو الذي جدت حياته فيه، فنحن كلامنا محصور جداً، وترجم له عندي مثال سأطرحه رهيب جداً.
الشيخ: وأنا قدر لي أن أذهب إلى بعض البلاد الأوروبية في سبيل الدعوة ومنها بريطانيا، وكان الوقت رمضان فقيل لي بأن هناك داعية مسلم من جماعة المودودي رحمه الله في بلدة تبعد عن لندن نحو مائة أو مائة وخمسين كيلو متر العهد بعيد، فركبنا السيارة لبعض المسلمين هناك الباكستانيين من أهل الحديث، وصلنا إلى البلدة فاستقبلنا صاحب الدار بكل ترحاب، وجلسنا على مائدة الإفطار، والحقيقة أنني آنست منه رشداً، لكن عجبت منه أنه جمع بين اللحية الواجب إعفاؤها والجرافيت الواجب عليه طرحها، فوجدت من واجبي أن أنصحه أو أن أذكره، فقلت له أنا والحمد لله مسرور بلقائك ويكفي أنه يجمعنا الإسلام وعلى الكتاب والسنة، لكن الحقيقة ما أعجبني منك أن تضم إلى واجب اللحية ضلالة الجرافيت، وذكرته ببعض الأحاديث التي نهى فيها الرسول عليه السلام عن التشبه بالكفار ومنها قوله عليه السلام في آخر الحديث المسند:«ومن تشبه بقوم فهو منهم»، فسررت به بأنه بادر للاستجابة ورمى بالجرافيت أرضاً فوراً وهو يأكل، لكن الشاهد أنه في الوقت الذي دلتنا استجابته على طيب نفسه، فيما بعد أتبع الفرحة الترحة، وبدأ يعلل لماذا هو وضع الجرافيت، فهنا أفسد استجابته فقال هنا إخواننا الفلسطينيين مبغوضين من البريطانيين وعادتهم أنهم يجعلوا فتحة القميص مفتوح، ولا يضعوا جرافيت، فحتى لا يظن به أنه من