للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزينة الظاهرة اختلف فيها المفسرون والفقهاء، لكن أكثر العلماء قديماً وحديثاً أن الزينة الظاهرة المذكورة في الآية التي قبل الآية الأولى التي ذكرناها في سياق كلامنا: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: ٣١]، أي: الوجه والكفان، هذه هي الزينة الظاهرة، فيجوز للمرأة، يجوز ولا يجب أن تكشف عن وجهها وعن كفيها، إذا انطلقت إلى السوق إلى قضاء حاجاتها، أو جالست بعض الناس ممن هم ليسوا من محارمها، هذه اسمها عندهم الزينة الظاهرة، الآية الأخرى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} إلى أن قال في آخر الآية: {أَوْ نِسَائِهِنَّ} [النور: ٣١] يسمونها بـ الزينة الباطنة؛ لماذا؟ لأنه لا يجوز للمرأة أن تظهر هذه الزينة لغير المحارم، الذين ذكروا في سياق الآية، وإلا النساء اللآتي ذكرن في آخر الآية، والمقصود هنا بالنساء في قول علماء التفسير: النساء المؤمنات المسلمات، وليس الكافرات، الآن هنا لا بد من التنبيه إلى مشكلة يعيشها اليوم المسلمون في بلاد الإسلام، فضلاً عن غير بلاد الإسلام، فإننا نجد كثيراً من النساء لا يطبقن هذا النص القرآني أي الزينة الباطنة، فتجد الأخت مثلاً تجلس أمام أخيها وهو بلا شك من محارمها، بل وأمام أبيها وهو أبوها ولكن الشرع في هذه الآية لم يبح للمرأة المسلمة أن تظهر من زينتها الباطنة إلا، أو من بدنها الذي

هي العورة إلا الزينة الباطنة، الآية سواءً الأولى أو الأخرى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: ٣١]، المقصود مواضع الزينة، كذلك {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} مواضع الزينة، فإذا ما رجع الباحث إلى وقت نزول هذه الآية، فما هي مواضع الزينة التي يشير إليها ربنا -عز وجل- في الآية الثانية آية الزينة الباطنة، هي مثلاً: الرأس وما حوى، الأقراط هذه من الزينة الباطنة؛ لأنه لا يجوز للمرأة أن تظهر الأقراط، كذلك العقد، كذلك الدملج الذي هو في العضد مكان السوار، كذلك الخلاخيل التي كانوا يضعونها على أقدامهن، وأشار ربنا -عز

<<  <  ج: ص:  >  >>