للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل»، «إن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل» يشير -عليه الصلاة والسلام- بهذا الحديث إلى الأسرى، إلى الكفار الذين يقعون أسرى في يدي الجيش المسلم ثم يوزعون على أفراد الجيش، هذا بيطلع له رجل كبير يستخدمه، أو شاب كذلك، أو امرأة أو فتاة الخ، فيؤخذون كأسرى إلى بلاد المسلمين، وهناك كل مين يأخذ نصيبه، فيعيش الأسير عبداً رقيقاً ولكن رقه بين المسلمين خير من حريته في بلاد الكفر، ولذلك وجدنا في التاريخ الإسلامي كثيراً من هؤلاء الكفار الذين جيء بهم أسرى مغللين في الأصفاد ثم صاروا عبيداً لدى أسياد مسلمين نجد في هؤلاء من أصبحوا من كبار التابعين، ومن كبار علماء المسلمين، فمنهم: الحسن

البَصْري، منهم أبو حنيفة هاللي أبوه كان يعني مجوسياً، وهكذا ما الذي جعلهم بعد أن صاروا عبيداً أن يصبحوا مسلمين أولاً، ثم يصيرون أسياداً هو أنهم عاشوا الإسلام فأعجبهم الحياة الإسلامية والأخلاق الإسلامية والعقيدة الإسلامية فأسلموا طوعاً وليس كرهاً فالآن الوضع انقلب مع الأسف الشديد تماماً، المجتمع الإسلامي الآن ليس له ذاك التأثير الذي كان له في الزمان الأول، فحينما تأتي الزوجة اليهودية أو النصرانية وتعيش في مجتمع إسلامي يمكن تجد من النساء المتبرجات أكثر منها، وتجد من الفسق والفجور في ظنها على الأقل أكثر مما كانت ترى هناك إذاً، إذاً ما الذي يحملها أن تنسجم مع الإسلام، ليس هناك إسلام مطبق، في إسلام في الفكر في الذهن وإسلام مشرد وضائع بين الغرباء وبين الأفراد وإلى آخره. إذاً كان من حكمة الإسلام حينما أمر أو رخص في أن يتزوج المسلم باليهودية أو النصرانية إدخالها في طريق في الإسلام بطريق الزواج بالمسلم، ولذلك من تمام الحكمة أن الله -عز وجل- لم يأذن للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً؛ لأن الرجال قوامون على النساء، فكما أن المسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>