الماشية سواء بين العلماء أو بين القراء، إذا أراد أن يستشهد بآية ابتدأها بالاستعاذة، هم يظنون أن هذا من تطبيقهم لقوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[النحل: ٩٨] هذه آية لا إشكال فيها، وهنا يظهر أهمية الدعوة التي نحن ندندن حولها، وفي الأمس القريب كنا في بعض المجالس في السهرة ودندنا حول بحث طويل خلاصته: أنه يجب علينا أن نتلقَّى تفسير القرآن على منهج السلف الصالح .. القرآن يُفَسَّر بالسنة، والسنة تُفَسَّر بتطبيق السلف الصالح لها.
القرآن الآن يأمر بالاستعاذة بين يدي التلاوة ترى! هل كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلما نزع بآية واستدل بها في مناسبة ما ابتدأها بالاستعاذة؟ لا، إنما الاستعاذة المأمور في الآية السابقة بها هي إذا جلست لتلاوة القرآن .. إذا جلست لتلاوة القرآن فلا بد لك من الاستعاذة، وقد يكون لا بد لك أيضاً من التسمية لكن التسمية ليس ذلك دائماً: إذا ابتدأت السورة من أولها وكانت غير سورة التوبة فتفتتح التلاوة بالاستعاذة وبالبسملة، أما إذا ابتدأت القراءة من وسط السورة أو من آخرها فتبتدئ التلاوة بالاستعاذة فقط دون البسملة، أما إذا أردت أن تورد آية فلا تقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. كثير من المرشدين والوعاظ ليس يخطئون هذا الخطأ المخالف للسنة، أي: أن يستعيذوا بالله بين يدي الآية المُسْتَدَل بها بل يضيفون إلى ذلك خطأ فاحشاً جداً ولكنه الحمد لله خطأ لفظي وليس خطأ قلبياً ماذا يقول أحدهم؟ قال الله عز وجل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هذا كذب على الله قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر؟ ما قال هكذا قال الله بعد، أو يقول الله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويأتي بالآية، هذا كذب على الله، كل هذا غفلة عن هدي الرسول عليه السلام وعن سنته.