للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعود بعد هذه التوطئة ولو أنها طالت شيئاً قليلاً ولكنها لا تخلو من فائدة ينبغي ذكرها.

فسؤالك قلت: يحتاج في بعضه إلى تحرير؛ لأنه كان متردداً بين رأيين: أيهاجر أو يقيم حيث هو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصر السنة ويدعو إليها إلى آخره، أنا أقول: إذا كان هناك حرية دينية كما يقولون اليوم فهو يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأن ينشر السنة دون أن توضع العراقيل في طريقه، بل ودون أن يُسْجَن ويُعَذَّب ويحال بينه وبين ما كان في صدده من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينما في بلد آخر يستطيع أن يقوم بذلك حينئذٍ نحن نقول: يجب عليه الهجرة، أما إن كان هناك حرية كاملة ويستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى السنة وأن يحارب البدعة ولو بلسانه على الأقل فنقول له: الأقربون أولى بالمعروف وحذاري أن يسبق إلى ذهن أحد الحاضرين أنها آية؛ لأن كثيراً من الناس يتوهمون حينما يقولون هذه الكلمة: الأقربون أولى بالمعروف أنها آية وليست بآية لكن معنى هذه الجملة معنىً صحيح.

فأنت أهل بلدك أحق بنصحك وعلمك إذا كنت مستطيعاً إلى ذلك، لكن هل الأمر في العراق كذلك؟ فإذاً: هنا يجب الهجرة وإذاً: كان ينبغي عليك أن لا تطرح السؤال ليحتمل هكذا وهكذا لكن كان من الطرح لهذا السؤال فائدة للحاضرين؛ لأنه اضطرنا أن نقول: إن كان كذا فالجواب كذا وإن كذا فالجواب كذا.

الذي نعلمه أن الكبت هو المسيطر سواء في العراق أو في سوريا أو في ليبيا وربما في بلاد أخرى نعرفها أو لا نعرفها .. نذكرها أو لا نذكرها.

(الهدى والنور/٤٦٥/ ١٠: ٤٩: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>