الشيخ: قلت له: قبل كل شيء: أنت مؤمن بالله؟ قال: نعم مؤمن، طيب مؤمن برسول الله؟ إيه مؤمن، هكذا كان يقول، قلت له: مؤمن بشيء اسمه خوارق عادات؟ قال: لا، قلت له: هل تؤمن بالطب؟ قال: نعم، قلت له: الطب يقول: إن بعض البشر له قلبان قلب في اليمين وقلب في اليسار، ما علمك أنت في الطب، تعرف الطب؟ قال: لا، قلت له: إذا الأطباء كتبوا نشروا في المجلات هذا الخبر الذي أنت ما تعرفه تؤمن به أم لا؟ قال: أؤمن به، قلت له: مع أن هؤلاء أطباء كفار وخنازير وممكن يكونوا مخطئين ويكونوا مغرضين وو .. إلخ، فإذا ربنا الذي تؤمن به أخبرنا على لسان أصدق الناس وهو رسول الله، وأن الله أوحى إليه:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}[الإسراء: ١] .. إلخ الآية، أنت تشك في هذا الخبر، ثم أريته مجلة الهلال التي كان يصدرها كافر في مصر اسمه: جرجي زيدان، أريته مجلة مصور فيها ديك في اليابان واضعينه على سور ارتفاعه أربعة أمتار، والديك يمكن حجمه أبو شبرين، الذيل تبعه واصل إلى الأرض من فوق الجدار، قلت له: هل تؤمن بهذا؟ قال: ما دام هذه الصورة هكذا، قلت له: هذا هو خرق العادات، فالله عز وجل الذي خلق الديكة بالصورة التي نعرفها من أجل حتى ينبهنا من غفلتنا أن هذا ما هو الطبيعة كما يقول الدهريون والطبائعيون، إنما هذا بتقدير الله عز وجل وقدرته، كونه يريد يظهر لنا بعض الخوارق العادات حتى يحيي شعورنا الذي تلبد في قلوبنا التأثر بالعادة، فَرَبُّنا يُذَكِّرنا بمثل هذه الأمور الخارقة للعادة، فكما خرق الله عز وجل عادة في الحيوانات يخرق العادة في البشر، وهم المكرمون عند الله عز وجل بنص القرآن، وبخاصة أن يكرم منهم أكرمهم وهم الأنبياء والرسل، وبصورة أخص أن يكرم أفضلهم وسيدهم وهو نبينا عليه الصلاة