الشرعية، لا يتنبه لها الناس، فإذا ما وصل المجتمع إلى هذا الانحطاط في عدم الشعور بالعزة الإسلامية التي كانت لأجدادنا من قبل، حينئذ لو شعر بعض المسلمين بعزتهم لكنهم مع الأسف لا يستطيعون أن ينفذوا كثيراً من أحكام دينهم، من ذلك:«إذا لقيتم المشركين فاضطروهم إلى أضيق الطرق»، معنى أضيق الطرق، كانت الطرق يومئذ ليست بهذه السعة وهذه الرحابة المشاهدة اليوم، وخاصة في العواصم، لا تزال بعض الطرق في بعض القرى تذكرنا بهذه الطرق التي ليس فيها هذه السعة والرحابة، فجاء قوله عليه السلام:«فاضطروهم إلى أضيق الطرق»، فقد كان المسلم إلى عهد قريب أدركت أنا ناساً في سوريا يحكون أن المسلم كان إذا لقي يهودياً في دمشق مثلاً يقول له: طيرق، يعني افسح عن جادة الطريق وخذ جانباً، أدركت أنا هذه اللفظة.
هذه الكلمة (طيرق) أخذت من الطريق المذكور في الحديث، فاضطروهم إلى أضيق الطرق، لكن اليوم مع الأسف الشديد لو أراد أحدنا أن ينفذ قام الحكم القانوني يحول بينه وبين ذلك، ويعتبره معتدياً على المواطن، وهذه الدلالة مع الأسف الشديد، والكلام كما يقال ذو شجون يجر بعضه بعضاً، دلالة المواطن أي استعمال هذه الكلمة بدل الذمي، وإعطاءه من الحقوق ما للمسلم، ذلك أثر من آثار الأحاديث الضعيفة والموضوعة، إن أنسَ فلم أنسَ أنني كنت أقرأ في مجلة المسلمون التي كانت تصدر في القاهرة، إبان عز الإخوان المسلمين فيها، وينشرون فيها محاضرات كان يلقيها حسن البنا رحمه الله، وأصحابه سعيد رمضان وغيره، كانوا يتحدثون عن عدالة الإسلام وعن موقفه الرائع تجاه المخالفين للمسلمين، أي: أهل الذمة، يريدون بذلك أن يُمَهِّدوا في قيام الحكم الإسلامي دون أن يجدوا معارضة من اليهود والنصارى؛ لأنهم قد عرفوا أن الإسلام لا ينقص من حقوقهم شيئاً، تلك الحقوق التي يستوي فيها الذمي مع