للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلم، فيقولون في محاضراتهم تأييداً لهذه الدعوة الخاطئة وإن كان المقصود هو الوصول لإقامة الحكم الإسلامي، ولكني كما أقول في كثير من مثل هذه المناسبات:

أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل

لا يمكن للمسلمين أن يقيموا دولة الإسلام بتغيير أحكام المسلمين، وإنما لبيانها للناس، ثم يقال بكل حرية: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: ٢٩]، من هذا التغيير أن المجتمع المثقف اليوم الثقافة العصرية وليس الثقافة الشرعية، وبخاصة الثقافة الشرعية الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لا، أقول: هذا الشباب المثقف ثقافة عامة عصرية أصبح مهيئاً لإقامة الدولة المسلمة بشرط أن لليهود وللنصارى ما للمسلمين من حقوق؛ لأنهم لقنوا منذ نعومة أظفارهم في جامعاتهم وفي جمعياتهم، ومن رؤساء هذه الجمعيات قولهم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في أهل الذمة: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».

إذاً: ليس هناك فرق بين مسلم وبين يهودي، إذاً: كلمة مواطن تجمعنا.

وهذا من أبطل الأحاديث التي يتكلم بها بعض الدعاة الإسلاميين حتى اليوم؛ لأن هذا الحديث بهذا السياق أي: أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال هذه الجملة: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» في حق أهل الذمة من اليهود والنصارى، هذا لا أصل له في شيء من كتب أهل السنة، ومن هنا يظهر لكم خطورة تلقي الإسلام من كتب الفقه المتوارثة وبخاصة ما كان منها من الكتب المتأخرة تأليفاً؛ لأن فيها من الأحاديث ما لا يصح الشيء الكثير، ولذلك قام بعض حفاظ الحديث وعلماؤه بتخريج هذه الكتب الفقهية نصحاً للأمة، لكن من هؤلاء المثقفين اليوم، والذين

<<  <  ج: ص:  >  >>