إن الحمد لله نحمده ونستيعنه ونستغفره إلى آخر ذلك، وفيه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:«وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» هذه الخطبة يجب أن نهتم بها نحن الذين نزعم أننا نريد أن نكون هداة للناس ندعوهم إلى اتباع الكتاب والسنة، وإلى العمل الصالح ثم نحن نبدأ فنخالف هذه السنة في أول دروسنا.
لقد كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يخطب في الصحابة هذه الخطبة وتسمى بخطبة الحاجة، وقد يستعملها بعضهم في مناسبة عقد الزواج، وهي محلها في كل خطبة وفي كل درس يرجوا المدرس أن يصل في درسه إلى حاجته التي يبتغيها ألا وهي أن ينتفع الحاضرون بما يسمعون منه، فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يفتتح خطبه كلها ودروسه كلها بهذه الخطبة التي تعرف عند العلماء بخطبة الحاجة وكان يكرر هذا الكلام في هذه الخطبة لترسخ في أذهان الصحابة وهم بالتالي ينقلون إلى من بعدهم.
«أما بعد: فإن خير الهدى هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -» وفي رواية: «فإن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وشر الأمر محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» يقول العلماء المُحَقِّقون: إنما كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يكرر هذه الخطبة بكل مناسبة ترسيخاً لهذه القاعدة العظيمة في أذهان السامعين:«كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».
من الأدلة الكثيرة التي تؤيد أن يكون العمل الصالح على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: الحديث المتفق عليه بين الشيخين بين البخاري ومسلم، أما الحديث الأول حديث خطبة الحاجة فهو في صحيح مسلم، أما حديثنا التالي فقد اتفق البخاري مع مسلم في روايتهما إياه من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» في