شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء».
هذا حديث صحيح أما الحديث الأول فهو غير صحيح، ومع ذلك فلكل من الحديثين معنىً غير المعنى الذي يركن إليه الذين يضربون بهذا المعنى .. القاعدة الجوهرية التي كان الرسول عليه السلام يذكر بها أصحابه بين يدي كل خطبة.
أما الحديث الأول:«ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن» نبحث الآن في الحديث من الناحية الحديثية ثم نثني عليه للكلام في الناحية الفقهية منه، أما الناحية الحديثية فالحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق أبي داود الطيالسي وهذا أيضاً في مسنده كلاهما بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال هو، ولم يقل: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، في هذا الحديث الذي سمعتم مصدره من مسندي أبي داود الطيالسي وأحمد بن حنبل الشيباني .. «إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً رسولاً وجعل له وزراء وأنصار فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن» أظن من كان منكم يعلم شيئاً من اللغة العربية وآدابها سيفهم ما أقوله بسرعة واضحة.
أل .. فما رآه المسلمون: أل هنا في اصطلاح العلماء إما أن يكون هذا الحرف للاستغراق والشمول فيشمل كل المسلمين في كل العصور وفي كل الدهور، وإما أن يكون هذا الحرف هنا أل التعريف ما يسمى عندهم بأل العهد، وهذا يفيد التخصيص العموم أو الشمول، وهذا المعنى الثاني هو المقصود في هذا الحديث الموقوف على ابن مسعود، لماذا؟ لأن السياق الذي بعده جاء هذا السياق هو يتحدث عن أصحاب الرسول عليه السلام؛ لأنه ذكر أن الله عز وجل بعث محمداً رسولاً، قال:«جعل له وزراء وأنصاراً» إذاً: هؤلاء الوزراء