للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه حين قال: كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابعة فتهلك.

فلا بد أنكم إما أنكم من طلاب العلم، أو على الأقل من الذين يجلسون في مجالس العلم أنكم سمعتم يوماً ما مقولة تقال في مثل هذه المناسبة: ما رآه المسلمون حسن فهو حسن، ويضاف إلى ذلك أن بعضهم يقول: لا يا أخي! هناك في الإسلام بدعة حسنة، فكيف أنت تقول: كل بدعة ضلالة، هذه النقطة يجب أن يكون المسلم الذي يريد فعلاً أن يأتمر بالآية التي نحن في صدد بيانها {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [الكهف: ١١٠] فإن البدعة الدخيلة في الإسلام ليست من الإسلام في شيء، وبطبيعة الحال ليس من العمل الصالح في شيء، فإذا الإنسان المسلم تقرب إلى الله عز وجل بما لم يشرعه الله على لسان رسول الله فذلك يكون عملاً غير صالح وبالتالي يكون عملاً غير مرجو النجاة يوم القيامة به.

فهنا شبهتان تذكران بهذه المناسبة: الأولى ذكرتها مع الأخرى، ما رآه المسلمون حسناً فهو حسن، فما يكاد العالم البصير في دينه ينكر أمراً يعلم أن هذا الأمر ليس من الإسلام في شيء إلا جوبه بقوله: يا أخي! المسلمون هكذا يفعلون، وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن» وقد يحتج بعضهم بحديث آخر، والحديث الأول لا يصح حتى لا يفوتني ولأعود إليه، أما الحديث الآخر فهو صحيح ولكن لا يصح الاستدلال به على معارضة قوله عليه السلام في الأحاديث السابقة: «كل بدعة ضلالة» .. «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وحديث العرباض بن سارية وغير ذلك.

هذا الحديث الثاني هو قوله عليه الصلاة والسلام: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم

<<  <  ج: ص:  >  >>