للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسبيل التي كان عليها السلف الأول .. السلف الصالح.

فهل كان السلف الصالح يرون أن في الإسلام عبادة لم يشرعها الرسول عليه الصلاة والسلام ولا فعلها الصحابة الكرام ومع ذلك يجوز للمسلم أن يتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى؟ الجواب: لا، وبخاصة وقد ذكرنا لكم قول ابن عمر في توضيح قول الرسول عليه السلام: «كل بدعة ضلالة» قال ابن عمر: وإن رآها الناس حسنة.

أم الأقوال الأخرى التي أثرت ورويت عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تأكيداً منهم بأقوالهم وبأفعالهم لهذه القاعدة العامة .. كل بدعة ضلالة فهي أشياء كثيرة وكثيرة جداً لا يمكن إحصاؤها في هذه الجلسة ولكن لا بأس من التذكير ببعضها ..

ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الذي هو من كبار علماء الصحابة وقرائهم بخاصة حيث صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» هو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.

هذا الصحابي الجليل الذي من فضله أن فقه الإمام أبي حنيفة أول الأئمة الأربعة رحمهم الله تبارك وتعالى .. فقه هذا الإمام أكثره قائم على أحاديث وفتاوى ابن مسعود، ماذا قال هذا الصحابي الجليل؟ قال: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق، هذا الحقيقة نصيحة عالم ما أحوجنا نحن أن ننصح أنفسنا بها .. اتبعوا، أي: النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه؛ لأنهم هم الذين يمثلون سبيل المؤمنين .. أو من يمثل هذه السبيل هم أصحاب الرسول عليه السلام وعلى رأسهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

قال ابن مسعود: اتبعوا ولا تبتدعوا .. لماذا؟ فقد كفيتم .. عليكم بالأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>