للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العتيق .. قد كفيتم يشير بهذا إلى نصوص في الكتاب والسنة منها الآية المشهورة ألا وهي قوله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣] .. {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] إذاً: فقد كفيتم .. لقد جاء الله عز وجل بهذا القرآن وببيان الرسول عليه الصلاة والسلام بكل ما يحتاجه المسلمون من العبادات؛ ولذلك لا قياس في العبادة ..

القياس هو الأصل الرابع من الأصول الأربعة عند جماهير العلماء .. الكتاب والسنة والإجماع الصحيح والقياس .. لكن هذا الأصل الرابع وهو القياس لا يجوز أن يصار إليه في العبادات؛ ذلك لأن العبادات محصورة بخلاف الحوادث التي تقع على الناس فهي لا يمكن أن تنتهي؛ ولذلك كان الرأي الراجح عند العلماء أن القياس مصدر .. بل هو المصدر الرابع من مصادر الشريعة، لكن هذا القياس لا يعمل عمله في توسيع دائرة العبادة؛ لأن الله عز وجل قد أكمل تشريع العبادات بتمامها؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام .. حديثين اثنين:

الحديث الأول في صحيح مسلم: «ما بعث الله نبياً إلا وكان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم» ما بعث الله نبياً إلا كان حقاً، أي: واجباً لازماً عليه، أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، ترى! هل قام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذا الواجب؟ لا شك أنه قام به خير قيام، وقد قال ربه عز وجل له في القرآن: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: ٦٧].

الحديث الثاني: وهو أمس بموضوعنا من الحديث الأول، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه» رواه الإمام الشافعي في

<<  <  ج: ص:  >  >>