للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: ٣].

-بقي في نفسي كلمات أرجو أن تكون قليلات حتى نفسح المجال لتلقي بعض الأسئلة حول الموضوع السابق إن كان هناك سائل أو حول غيره ذكرت لكم آنفاً أكثر من مرة في تضاعيف كلمة الآية الكريمة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] إلى آخرها فالذي يريد أن أثني على ما مضى من البيان والكلام تنبيه الحاضرين إلى ألا ينظروا إلى هذه المسألة بنظرة اللا مبالاة وقلة الاهتمام والتي قد يعبر عن ذلك بعض الناس بقولهم هذه يا أخي مسائل فرعية بل قد يقول بعضهم هذه من القشور وليست من اللباب فلا تشغلونا بالقشور عن اللباب ولا تشغلونا بتوافه من الأمور عن مهمها، فأقول تحذيراً ونصحاً والدين النصيحة كما تعلمون: لا يجوز أن يصدر شيء من هذا الكلام من مسلم بعد أن نُبِّهَ على خطورة هذه القاعدة وهي قوله عليه السلام: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» مع ذاك البيان الذي أحاط بجوانب كثيرة من نصوص السنة والآثار السلفية لا ينبغي للمسلم أن يقول، أولاً بعامة لا يجوز أن يقسم الشريعة إلى لباب وقشور أو إلى مسائل هامة وغير هامة، لأنه من المعلوم عند جميع الباحثين أن الإسلام يجب أن يتبنى كلاً لا يجزأ، ومعنى هذا بقواعده وفروعه، ومعنى هذا بفروضه ومندوباته، يجب أن يحمل الإسلام أولاً علماً وثانياً عملاً ولكن في حدود لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فإذا كنت أنت أيها المسلم اخترت لك منهجاً في حياتك يشبه ذاك المنهج الذي عبر عنه ذلك الرجل الأعرابي أو النجدي حينما جاء سائلاً نبيه عليه الصلاة والسلام عما فرض الله له فبعد أن بين له خمس صلوات وصوم شهر واحد في السنة وهو رمضان إلى آخره، قال: هل علي غيرهن يا رسول الله؟ قال: لا إلا أن تتطوع إلا أن تتطوع، قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص فإذا اختار الرجل المسلم منهج هذا الأعرابي أو هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>