ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
فإذاً: الذي يرجو النجاة يجب أن يتمسك بسفينة النجاة وهي ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور، قال: وكم من مريد للخير لا يصيبه! إن محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثنا فقال:«سيكون في أمتي أقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» سيكون في أمتي أقوام يمرقون من الدين بسرعة غريبة جداً كما يمرق السهم من الرمية، أي: من الدابة المرمية.
العبرة من هذه القصة في خاتمتها .. قال الذي حدث بهذه القصة: فلقد رأيت أولئك الأقوام أي: أصحاب الحلقات .. حلقات الذكر غير المشروع، قال: فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان! وما معنى هذا الكلام؟ أصحاب الذكر غير المشروع هذه البدعة الصغيرة أودت بهم إلى البدعة الكبيرة وهي الخروج على علي بن أبي طالب الخليفة الراشد ومقاتلتهم له، فما كان منه ولم يسعه إلا أن يقاتلهم حتى استأصل شأفتهم ولم ينج منهم إلا رجلين أو ثلاثة.
لذلك اقتبسنا من هذه القصة شبيه ما يذكره بعض الفقهاء أن الذنوب الصغائر بريد الكبائر .. الذنوب الصغائر إذا ما استمر عليها المسلم وأصر عليها فستكون عاقبة أمرها أن توصله إلى الذنوب الكبائر، كذلك البدع الصغائر التي يستسهلها بعض الناس .. ويقولون لك: يا أخي! ماذا فيها هذه؟ ! لا يفكر تماماً كما قال بعض الفقهاء أيضاً: لا تستصغر المعصية فإنها عظيمة حينما تتذكر عظمة الله تبارك وتعالى وأنه قد نهاك عنها فيجب أن تنتهي منها، كذلك أيها المبتلى ببعض البدع تتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى لا تقل: ماذا فيها؟ فيها أن الإسلام قد كمل فإذا ما قلت: هذه بدعة حسنة فمعنى ذلك أنك تستدرك على هذا الرب الذي أنزل في القرآن الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي