استهنا بالقشر وصلت الاستهانة كما علمتم من الحديث إلى اللب.
فأريد مما سبق أن هذه المسألة لو كان في الإسلام لب وقشر لو كان في الإسلام أمور تافهة فهذه الكلمة التي صدرت من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وشرحناها لكم آنفاً هي من لب اللب إذا صح أيضاً هذا التعبير، وأقول متحفظاً: لماذا؟ لأن الرسول عليه السلام ما كان عبثاً بين يدي كل خطبة يذكر الصحابة:«كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» ولهذا تأكيداً لهذا الذي أقوله لقد جاء في «صحيح البخاري» أن حبراً من أحبار اليهود جاء إلى عمر أمير المؤمنين في خلافته فقال يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم وجوبها عيداً قال عمر ما هي؟ قال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة: ٣] قال أنا أعلم الناس بنزولها، لقد نزلت ورسول الله في عرفات ويوم جمعة، فإذاً نزلت الآية في يوم عيدين: عيد الجمعة، وعيد عرفة، إذاً هذه الآية عرف الحبر اليهودي قيمتها وقد يمكن أن يكون كان حبراً من اليهود ثم هداه الله، وقد يمكن أن يكون قد ضل في ضلاله، ما يهمنا، لكن على كل حال انتبه لهذا الفضل الإلهي على المسلمين حين امتن عليهم بهذه الآية الكريمة اليوم أكملت لكم دينكم إلى آخرها، إذاً هذا الإكمال وبإتمام فضل عظيم جداً من الله تبارك وتعالى، فهل نحن معشر المسلمين عرفنا هذه الحقيقة؟ أقولها آسفاً: جماهير المسلمين من الدعاة فمن دونهم لم ينتبهوا لعظمة هذه النعمة الإلهية على عباده المؤمنين بينما ذاك الحبر اليهودي قد انتبه وقال لو علينا نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً فقال عمر نزلت يوم عيد يوم جمعة ويوم عرفة بناء على عظمة هذه الآية، ماذا قال أحد الأئمة الأربعة وهو إمام دار الهجرة الإمام مالك ابن أنس رحمه الله قال -انتبهوا، ولا تظنوا أن المسألة من توافه الأمور أو من القشور كما يقولون- قال رحمه الله ورضي عنه: من ابتدع في الإسلام بدعة