ليس بدع كثيرة، من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وعلى اله وسلم خان الرسالة، من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة يقول لك ماذا فيها، فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وعلى اله وسلم خان الرسالة، اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة: ٣]، فما لم يكن يومئذ ديناً -كلام يكتب بماء الذهب كما يقولون من قبل- فما لم يكن يومئذ ديناً، لا يكون اليوم ديناً، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أَوَّلها، إذاً أختم الكلمة وقوفاً عند هذه الجملة المالكية المدنية، مالك يقول ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، والآن تجد في المجتمع الإسلامي طوائف وجماعات وفرق وأحزاب وإلى آخرها وكلها تنشد العز للإسلام وعود الحكم للإسلام ولكنهم إلا من شاء الله وقليل ما هم يصدق عليهم قول الشاعر العربي القديم:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
لماذا؟ لأن مالك رحمه الله سمعتم أنه قال لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، سؤال مختصر جداً، وجواب مختصر، لماذا صلح أولها بالإيمان والعمل الصالح الإيمان والعمل الصالح كلاهما لا يمكن الوصول إليهما إلا بالعلم النافع، وما هو العلم النافع العلم النافع، جمعه إمام من أئمة المسلمين في أبيات من الشعر حينما قال العلم أنا أنهي الكلام بهذه الأبيات.
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العمل نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذراً من التعطيل والتشبيه
وبهذا القدر كفاية ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا وأن يلهمنا العمل