الحقوق كلها، والحديث فيه طول لأنه من قبل قال له عليه الصلاة والسلام:«صم من كل شهر ثلاثة أيام واقرأ القرآن في كل شهر» لماذا؟ لأنه كان يختم القرآن في كل ليلة مرة. انظروا الآن زيادة الخير خير، لا. هذا كلام ... كان يختم القرآن في كل ليلة مرة، فقال له:«اقرأ القرآن في كل شهر مرة».
كذلك كان يصوم الدهر، دائماً صائم صائم، قال له:«صم من كل شهر ثلاثة أيام والحسنة بعشر أمثالها فكأنما صمت الدهر كله. يقول: يا رسول الله» تأملوا هذا الشاب ابن خمسة عشر سنة يقول: يا رسول الله! إني شاب، إني قوي، إني أستطيع أكثر من ذلك، فما زال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يتساهل معه إلى أن انتهى الأمر أن أن تأن قال له:«فاقرأ القرآن في ثلاث - أي ليالي - فمن قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه».
وقال له في ما يتعلق بالصيام:«صم يوماً وأفطر يوماً فإنه أعدل صيام وهو صوم داود عليه السلام وكان لا يفر إذا لاقى» لماذا؟ لأنه كان جمع بين القوتين: القوة المعنوية والقوة المادية الجسدية، فإذا لقي العدو كان عنده قوة بدنية يستطيع أن يقاومه، ولذلك كان من صفة داود عليه السلام في هذا الحديث أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وكان لا يفر إذا لاقى.
إلى هنا انتهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع ابن عمرو في التنازل له، لكنه لم يزل طامعاً فقال:«يا رسول الله! إني أريد أفضل من ذلك. قال: لا أفضل من ذلك» هذا الحديث أيضاً يؤكد أن العبادة التي يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل إنما هي التي جاء بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا تقبل العبادة زيادة ما على ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ختاماً والبحث في هذا طويل وطويل جداً فنريد أن نفسح المجال كالعادة