للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تيمية رحمه الله: الإسلام أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً هذا قسم، والقسم الثاني: ألا نعبده إلا بما شرع لنا، فالإسلام اجتمع في هاتين الكلمتين: أن نعبده تبارك وتعالى وحده لا شريك له، وألا نعبده إلا بما شرع، هذا من تمام التوحيد.

وهذا اصطلاح علمي دقيق لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإن المشهور أن التوحيد إنما هو ذو أقسام ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية أو العبادة، وتوحيد الصفات، فجاء ابن تيمية بهذا التعبير الوجيز: ألا نعبد إلا الله ولا نعبده إلا بما شرع، فألا نعبد الله إلا بما شرع هنا ينطوي تحته بحث علمي خطير جداً طالما اختلف فيها المتأخرون ولم ينجوا من الاختلاف الممقوت منهم إلا الأقلون أعني بذلك: اختلافهم في هل يوجد في الإسلام بدعة حسنة أم لا؟ فجماهير المتأخرين مع الأسف الشديد يذهبون قولاً وأصلاً واعتقاداً إلى أن هناك في الإسلام بدعة حسنة.

ويقابلهم من أشرنا إليهم ألا وهم الأقلون الذين يقولون بما قال به الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في الأحاديث الكثيرة والتي منها ما سمعتموه في مطلع كلمتنا هذه الليلة وهي التي تتردد دائماً في خطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلمها أصحابه نفتتح عادةً خطبنا وكلماتنا بهذه الخطبة ثم نتبعها بما كان الرسول عليه السلام يتبع خطبة الحاجة في خطب الجمعة، حيث كان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

فقد كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يكرر هذه الجملة الجامعة: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار لكي تتركز في الأذهان، الأقلون قد اهتدوا بهدي الله تبارك وتعالى فتمسكوا بكلام الرسول عليه السلام على عمومه

<<  <  ج: ص:  >  >>