وشموله فقالوا كما قال هو عليه السلام: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، لكن الشيء المهم الذي ينبغي أن نلاحظه هو أنه يوجد في هؤلاء الأقلون على سبيل الحكاية كثير ممن يقع في الابتداع في الدين؛ وما ذلك إلا لأنه لم يضبط قاعدة البدعة ويقول في نفسه: كل بدعة ضلالة كما قال الرسول عليه السلام؛ لأنه من الفريق القليل الذين اهتدوا بأحاديث الرسول عليه السلام التي أطلقت الضلالة على كل بدعة، ولكن لكي لا يقع هؤلاء الأقلون في البدعة التي يفرون منها بتبنيهم القاعدة العامة: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، يجب أن يتقنوا بحث البدعة ليميزوها بين ما يدخل في عموم النص فلا يعملون به؛ لأن قوله: كل بدعة ضلالة شمله وإن كان هذا الذي دخل في هذا النص العام له أصل في الشريعة.
يشتبه الأمر على كثير من الناس حينما يرون بعض النصوص الحاضة على بعض الأعمال الصالحة فيأخذون بعمومها ولا يلاحظون أن بعض هذا العموم يشمله ذلك النص العام: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فالتفريق بين هذا الشمول وهو قوله عليه السلام: كل بدعة ضلالة وبين الشمول في نصوص أخرى: حيث تأمر في بعض العبادات أو تحض على بعض العبادات حضاً عاماً هنا يقع كثير من الخلط واللبس على بعض الناس.
وأنا قبل أن أذكر ما عندي ... في هذا الصدد، أريد أن أنصحكم بصفتكم مثلي طلاباً للعلم أن تدرسوا لأجل هذه المسألة فقط ولتتفهموها فهماً صحيحاً، ولتكونوا على ما كان عليه السلف الصالح من الابتعاد عن الابتداع في الدين ولو كان هذا الابتداع في الدين مستنداً إلى نص عام من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لكي لا تقعوا في الابتداع في الدين أنصح بأن تقرؤوا كتاباً هو أعظم