للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحم البلغاري بلينا به منذ سنين طويلة، كل هذه السنين ما آن للمسلمين أن يفهموا ما حكم هذا اللحم البلغاري؟ أمر عجيب، فأنا أقول: لابد أنكم سمعتم إذا كنتم في شك وفي ريب من أن هذه الذبائح تذبح على الطريقة الإسلامية أو لا تذبح على الطريقة الإسلامية، فلستم في شك بأنهم يذبحون إخواننا المسلمين هناك الأتراك المقيمين منذ زمن طويل يذبحونهم ذبح النعاج، فلو كان البلغاريون يذبحون هذه الذبائح التي نستوردها منهم ذبحاً شرعياً حقيقة، أنا أقول: لا يجوز لنا أن نستوردها منهم، بل يجب علينا أن نقاطعهم حتى يتراجعوا عن السفك عن سفك دماء إخواننا المسلمين هناك.

فسبحان الله مات شعور الإخوة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها كالجسد الواحد: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».

لم يعد المسلمون يحسون بآلام إخوانهم فانقطعت الصلة الإسلامية بينهم، ولذلك همهم السؤال هل يجوز أكل اللحم البلغاري؟ يا أخي أنت عرفت أن البلغاريين يذبحون المسلمين هناك، ولا فرق بين مسلم عربي ومسلم ترك ومسلم أفغاني ... إلى آخره.

والأمر كما قال عليه السلام: «إنما المؤمنون إخوة».

فإذا كنا إخواناً فيجب أن يغار بعضنا على بعض، ويحزن بعضنا لبعض، ولا يهتم بمأكله ومشربه فقط، فلو فرضنا أن إنساناً ما اقتنع بعد بأن اللحم البلغاري فطيسة حكمها فطبيسة؛ لأنها تقتل ولا تذبح لا نستطيع أن نقنع الناس بكل رأي؛ لأن الناس لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك كما جاء في القرآن الكريم، فإذا كنا لا نستطيع أن نقنع الناس بأن هذه اللحوم التي تأتينا من البلغار هي حكمها

<<  <  ج: ص:  >  >>