إذاً: هذه الآية تعطينا دلالة لمفهوم المخالفة أن اتباع سبيل المؤمنين هو سبيل الوصول إلى جنة النعيم، ومخالفة سبيل المؤمنين هو الطريق لدخول الجحيم.
إذاً: يجب علينا نحن الذين ندعو إلى الكتاب والسنة أن تكون دعوتنا قائمة على الكتاب والسنة، واتباع سبيل المؤمنين.
وهنا لا بد من وقفة؛ لأن كثيراً من الناس يظنون أن سبيل المؤمنين هم جماهير المسلمين اليوم على عُجَرهم وبُجَرهم، على عالمهم ومتعلمهم وجاهلهم، على العامل بالعلم والنابذ للعلم عملياً، ليس هذا هو المقصود بسبيل المؤمنين، وإنما المقصود بسبيل المؤمنين هم المؤمنون الأولون الذين ذكروا في الحديث المتواتر صحة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يقول:«خير الناس .. » ولا تقولوا ولا ترووا الحديث: خير القرون.
الحديث مع كثرة طرقه وأكثرها صحيحة والحمد لله وفي الصحيحين، ليس فيها:«خير القرون .. »، وإنما فيها:«خير الناس .. » هكذا ارووا الحديث، «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» هؤلاء هم المؤمنون الذين أوعد الله عز وجل من شاقق الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وخالف سبيل المؤمنين، قال تعالى:{نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥].
إذاً: سبيل المؤمنين سبيل الصحابة الأولين قبل كل شيء، ثم الذين اتبعوه بإحسان، هكذا القرن الثاني والثالث، ثم قلة من القرون التابعة لهم بإحسان إلى يوم الدين.
لهذا ينبغي أن تكون دعوتنا قائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح.