للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أننا مقصرون في اتباع السنة، قد نكون مجتهدين في الدعوة إلى السنة بالكلام، لكننا قد نكون بل نحن كائنون مقصرين في تطبيق السنة في أكثر ساحاتها ومجالاتها.

ما هي دعوتنا؟ دعوتنا دعوة الكتاب والسنة.

لكن الحق والحق أقول، إن هناك دعوات كثيرة وكثيرة جداً في الأرض الإسلامية اليوم كلها تعلن الدعوة للكتاب والسنة، ولكن في هذا العصر خاصة لا يكفي أن تكون دعوة الدعاة محصورة في هذين الأصلين، ولا بد منهما الكتاب والسنة، لكن لا بد أن يضاف إليهما شيء ثالث وليس هذا من عندي، ولا من عند غيري ممن سبقنا من أهل العلم والغبن، وإنما هو من رب العالمين الذي أنزل على قلب رسوله الكريم: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥].

فأرجو أن تنتبهوا لهذه الآية لتفهموا أنها آية صريحة الدلالة أن هناك شيء آخر ينبغي أن يضاف إلى الأصلين المذكورين آنفاً والمجمع على أن الإسلام قائم عليهما الكتاب والسنة، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المشهور: «تركتكم على أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يرد علي الحوض».

فهذان الأصلان متفق عليهما بين علماء المسلمين قديماً وحديثاً، لكني قلت ينبغي أن نلاحظ ضميمة ثالثة لا يستقيم القيام على الكتاب والسنة لمن لم يضم هذه الضميمة الثالثة، وهي التي تستفاد من قوله تبارك وتعالى في الآية السابقة: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>